الفيدرالي وجه لكمة قوية، بخفض الفائدة بنسبة 0.25%—لكن المعركة الحقيقية تبدأ الآن.
قرار الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه الأخير بخفض معدل الفائدة على الأموال الفيدرالية بنسبة 0.25% ليصل إلى 4.75% لفت انتباه الأسواق، متماشيًا مع توقعات الأسواق بحدوث ذلك مع اقتراب التضخم من هدف الفيدرالي.
هذا الخفض، رغم أنه متواضع، يشير إلى تغيير في السياسة النقدية، يهدف إلى دعم النمو الاقتصادي مع الحفاظ على مراقبة دقيقة للتضخم.
للوهلة الأولى، قد يبدو التحرك بسيطاً، ولكن هذا القرار قد يكون له تأثيرات واسعة النطاق على الاقتصاد العالمي والأسواق الأمريكية.
في جوهر هذا القرار يكمن التضخم، الذي ارتفع بشكل كبير في عام 2021، ولكنه منذ ذلك الحين انخفض. إذ اقترب مؤشر الإنفاق الشخصي، المفضل لدى الفيدرالي لقياس التضخم، من الهدف البالغ 2%، مما أتاح لهم مساحة لخفض الفائدة دون إعادة إشعال التضخم.
لكن هناك عامل آخر في ذهن الفيدرالي: سوق العمل. على الرغم من بقاء البطالة منخفضة، هناك قلق خفي من أن الأمور قد تتغير بشكل غير متوقع. أسواق العمل هشة بطرق يصعب التنبؤ بها، والفيدرالي يريد الحفاظ على التوازن.
هذا التحرك الحذر، رغم بساطته، هو طريقهم لضمان بقاء النمو الاقتصادي على المسار دون الوقوع في سخونة مفرطة.
الأمور ازدادت تعقيداً مع انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب. فوزه يضيف طبقة من عدم اليقين، خاصة مع السياسات الاقتصادية.
أحد أكثر المقترحات حديثاً هو خطته لخفض الضرائب، التي قد تؤدي إلى عجز أكبر في الميزانية الفيدرالية. العجز المتزايد يعني المزيد من الاقتراض الحكومي، مما يضع ضغطاً على الفيدرالي لإعادة النظر في استراتيجيته لأسعار الفائدة.
إذا ازداد العجز، فقد يضطر الفيدرالي إلى تعديل برامجه لشراء السندات أو إدارة الفائدة بشكل مختلف لتجنب عدم الاستقرار على المدى الطويل.
وكذلك، قد يعرقل موقف ترامب من الرسوم الجمركية الأمور. فإذا أدت الرسوم الجمركية إلى زيادة تكلفة السلع المستوردة، فقد يرتفع التضخم مرة أخرى، مما سيشكل تحدياً لهدف الفيدرالي للحفاظ على استقرار الأسعار.
سيتعين على الفيدرالي الموازنة بين هذه التغييرات في السياسات، في محاولة للحفاظ على التضخم تحت السيطرة مع دعم النمو أيضاً. وهذا ليس بالمهمة السهلة.
مع كل هذا في الاعتبار، بدأت توقعات السوق تتغير. كان الفيدرالي يخطط أصلاً لخفض الفائدة بشكل تدريجي، بهدف الوصول إلى نطاق يتراوح بين 3.25% و3.5% بحلول نهاية عام 2025.
لكن الآن، يتوقع المحللون أن الفيدرالي قد يصل فقط إلى 4.0% بحلول ذلك الوقت. السبب وراء هذه النظرة الأكثر حذراً يكمن في التأثير المحتمل لسياسات ترامب.
خفض الضرائب والرسوم الجمركية قد يجعل الفيدرالي يتخذ نهجاً أكثر تحفظاً.
مؤشر الدولار الأميركي (USDX) يظهر زخماً صعودياً، حيث يرتفع من المستوى 103.90 المراقب. مع استمرار الصعود، سيراقب المتداولون منطقة 105.60 عن كثب.
إذا بدأت حركة السعر في التماسك هنا، فقد يكون هناك احتمال لمزيد من الحركة الصعودية، مع استهداف منطقة 106.10 كالتالي.
ومع ذلك، إذا بدأ السعر يظهر علامات ضغط بيعي عند مستوى 106.10، فقد تكون هناك فرصة للبيع، لذا يجب على المشاركين في السوق أن يظلوا يقظين لأنماط التطور.
على الجانب الآخر، تراجع زوج اليورو/الدولار الأمريكي (EURUSD) مؤخراً من منطقة 1.0830، التي تم تحديدها كمنطقة مقاومة محتملة. إذا استمر الزوج في الانخفاض، سيتحول التركيز إلى مستويات الدعم عند 1.0655 و1.0620.
مؤشر S&P 500 يستمر في تسجيل قمم جديدة، مع مستوى 6050 كمستوى المقاومة التالي. الزخم الصعودي المستمر يمكن أن يؤدي إلى استمرار الحركة الصعودية.
زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBPUSD) ينخفض دون مستوى 1.3030، مع 1.2790 و1.2700 كمستويات دعم رئيسية. يمكن أن يوفر انعكاس هنا فرصاً للشراء.
زوج الدولار الأميركي/الين الياباني (USDJPY) انخفض دون مستوى 152.40، وسيكون مستوى 150.00 مهماً للإشارات الصعودية المحتملة. أي انخفاض إضافي يمكن أن يؤدي إلى استمرار الحركة الهبوطية.
في السلع، النفط الأمريكي (USOil) لا يزال يحوم دون منطقة البيع عند 73.90، ولكن إذا تماسك بالقرب من 71.30، فقد يكون دخولاً محتملاً للبيع، بينما يشير التماسك إلى فرصة للشراء.
الغاز الطبيعي يتماسك بالقرب من 2.27، مع احتمال حدوث كسر في أي اتجاه. إذا تحرك السعر للأعلى، قد تشير الإشارات البيعية عند 2.55 إلى فرصة للبيع.
بالنسبة للمعادن الثمينة، الذهب يختبر مستوى 2675 بعد أن تراجع من 2710. الارتفاع قد يستهدف 2750، ولكن التماسك قد يؤدي إلى مزيد من التراجع نحو 2625.
يوم الاثنين، ستصدر نيوزيلندا بيانات توقعات التضخم، والتي قد توفر رؤى حول حجم خفض الفائدة التالي من قبل بنك الاحتياطي النيوزيلندي.
يوم الأربعاء، سيصدر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) السنوي في الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يظهر استقرار التضخم عند 2.4%. سيتم مراقبة هذه البيانات عن كثب لأي علامات قد تؤثر على السياسة النقدية للفيدرالي.
يوم الخميس، سيتحدث محافظ بنك الاحتياطي الأسترالي بولوك، حيث سيتطلع المتداولون إلى مؤشرات حول المسار المستقبلي لأسعار الفائدة. من المتوقع أن يبقى معدل البطالة الأسترالي عند 4.10%، مما يوفر فحصاً لاستقرار سوق العمل.
يوم الجمعة، سيكون هناك عدد من الأحداث الرئيسية، بما في ذلك خطاب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي باول، حيث سيبحث المتداولون عن إشارات حول قرارات الفائدة المستقبلية.
في المملكة المتحدة، سيتحدث محافظ بنك إنجلترا بيلي، وسيتم إصدار بيانات الناتج المحلي الإجمالي لشهر أكتوبر. ستصدر الولايات المتحدة أيضاً بيانات مبيعات التجزئة، المتوقع أن ترتفع بنسبة 0.3%، مما يوفر نظرة على اتجاهات الإنفاق الاستهلاكي الحالية.