
استأنفت أسعار النفط الخام تراجعها يوم الجمعة، مما أسفر عن تسجيل خسائر أسبوعية ثانية على التوالي بسبب اشتداد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، مما أعاد إحياء المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع استهلاك النفط الخام.
انخفضت وست تكساس إنترميديت (WTI) بنسبة 0.6% إلى 59.71 دولار، بينما تراجع برنت خام بنسبة 0.5% إلى 63.02 دولار. يتبع هذا الاتجاه الهبوطي جلسة الخميس القاسية حيث خسرت كلا العقدين أكثر من 2 دولار لكل برميل، مما يستمر في عملية البيع الأوسع التي بلغت 11% من الأسبوع السابق.
تركز المخاوف على تدمير الطلب مع تباطؤ النمو
تشير سلسلة متزايدة من التحذيرات من المحللين وصانعي السياسات إلى توقعات قاتمة. حذر دانيال هاينز من أنز من أن الإستهلاك العالمي للنفط يمكن أن يتراجع بنسبة 1٪ إذا انخفض النمو في الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من 3٪، وهو حد يتهدده بشكل متزايد انتشار ردود الأفعال على التعريفات الجمركية. أكدت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) هذه المخاوف، بقطع توقعاتها للطلب على النفط العالمي والأمريكي لهذا العام والعام المقبل استجابة لتدهور المؤشرات الاقتصادية الكلية.
قرار الرئيس ترامب بزيادة التعريفات الجمركية على واردات الصين إلى 145٪، بالرغم من توقف التعريفات على الشركاء الآخرين، يضيف إلى التشاؤم. ترددت الصين بفرض تعريفة بنسبة 84٪ على البضائع الأمريكية، مما يزيد من حدة المواجهة التجارية بين أكبر مستهلكي النفط في العالم. مع تقلص حجم التجارة وتعطيل سلاسل الإمداد، يقوم تجار النفط بسرعة إعادة تقييم سيناريو حيث يرجح تآكل الطلب على مخاطر الإمداد.
نظرة فنية وسوقية
تسليط الضوء على الرسم البياني لـWTI (CL-OIL-ECN) على تراجع حاد بعد ارتفاع بلغ ذروته عند 63.32 دولار، والآن يفسح المجال لضغط بيع مستمر. تمكن مؤشر MACD (12,26,9) من التحرك بوضوح في المنطقة السلبية بينما انخفض السعر دون المتوسطات المتحركة الرئيسية (5، 10، 30)، مما يؤكد على وجود هيكل هبوطي. لا تزال المستويات المنخفضة عند 55.12 دولار من اليوم السابق تلوح في الأفق كدعم محتمل على المدى القريب إذا استمرت الضعف الحالي.

صورة: يتراجع النفط الخام من أعلى مستويات الجلسة، حيث يركز على الدعم عند 59 دولار. يظهر MACD تراجع الزخم بسرعة، كما هو موضح على تطبيق VT Markets
يرفض المستوى الفني عند 63.32 دولار المحاولة الصعودية الأخيرة، بينما تشير نطاق التداول الحالي بالقرب من 59.48 دولار إلى اختبار محتمل لنطاق الدعم 58–55 دولار. يبقى مؤشر MACD الهستوجرام سلبياً، مما يدل على أن الزخم لا يزال هبوطيًا، دون أي علامات قوية على انعكاس حتى الآن.
سوف ينظر السوق الآن إلى التعليقات المقبلة من أوبك+، وبيانات الإنتاج الصناعي الصيني، وتحديثات من المصافي الأمريكية لتحديد ما إذا كان السحب سيتعمق أو يستقر. ما لم تتغير الظروف الاقتصادية الكلية بشكل كبير، قد يكافح النفط الخام للعثور على زخم صعودي مستدام في الأجل القريب.