يؤكد وزير التجارة الصيني أن البلاد ستستمر في جهودها ضد التعريفات المتبادلة للولايات المتحدة، التي تُعتبر انتهاكًا للمصالح الشرعية لجميع الدول.
أعرب الوزير عن استعداد لتعزيز التجارة والاستثمار والتعاون الصناعي مع الاتحاد الأوروبي، بعد مناقشات مع رئيس التجارة في الاتحاد الأوروبي، شيفكوفيتش.
بينما تبدي الصين انفتاحًا على حل الخلافات من خلال الحوار، فإنها تظل مصممة في موقفها ضد الإجراءات الأمريكية التي تراها أحادية الجانب.
استراتيجيات دبلوماسية واقتصادية
هذا البيان الأخير من وزير التجارة الصيني، الذي صدر بعد فترة قصيرة من اجتماعاته مع شيفكوفيتش، يمثل استمرارًا واضحًا للنبرة الدبلوماسية والاقتصادية الحازمة التي تبنتها بكين منذ فترة. من خلال التركيز على نية تعميق الروابط الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، مع الانتقادات المتزامنة للإجراءات التجارية لواشنطن، يبدو أنهم يرسمون خطاً بين الشركاء والأعداء. استخدام عبارة “المصالح الشرعية لجميع الدول” له أثر في وضع اهتماماتهم التجارية ليس كمشاكل ثنائية بل كجزء من مبدأ عالمي أوسع، يهدف إلى جمع دعم أوسع أو على الأقل فهم.
يمكننا رؤية رسالة متعددة الطبقات: انفتاح على الحوار مع من يفضلون المشاركة متعددة الأطراف، لكن مقاومة بشكل واضح لضغوط الدول التي تتخذ نهجًا أكثر حمائية أو تصادمية. التأكيد على التعاون الصناعي مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي يشير إلى أن هناك مجالات يمكن فيها أن يتغير الانسجام التنظيمي أو الشراكات في سلاسل الإمداد في الأفق القريب إلى المتوسط. في مثل هذه الحالات، يصبح من الحكمة مراقبة التغيرات ليس فقط في التعريفات وتدفقات السلع بين الكتل، بل في هيكلية الاتفاقيات التجارية نفسها، حيث يمكن تعديل الجداول الزمنية أو العتبات القطاعية المحددة.
تأثيرات التجارة العالمية
من منظورنا، إذا استمر الصراع على التعريفات دون حل في الأسابيع المقبلة، فمن المحتمل أن نتوقع تقلبات عرضية في فئات الأصول المرتبطة بالمواد الخام والصادرات واللوجستيات النقلية. تسعير المشتقات في هذه المجالات قد يكون مدمجاً بالفعل في افتراضات التأخيرات المحتملة في تدفقات التجارة أو الآثار الجانبية الثانوية، مثل زيادة تكاليف المدخلات للمصنعين. أي من هذه التموجات الثانوية يمكن أن تنتقل إلى الأسهم، وخاصة في القطاعات الدورية.
يبدو أيضًا أن الكتل الإقليمية، خاصة عبر آسيا وأوروبا، قد ترى زيادة في التنسيق حيث تتجه استراتيجياتها الدبلوماسية بعيدًا عن الاعتماد على المعايير العالمية التي تقودها الولايات المتحدة. الموقف الذي اتخذته بكين ليس جديدًا، لكن التوقيت والسياق يشيران إلى إعادة تقويم في سلوكها التجاري، لا سيما داخل اقتصادها المحلي حيث تبقى الصادرات دعامة رئيسية. بالنسبة لأولئك منا الذين يحللون التعرض للمخاطر في التجارة عبر الحدود، فقد حان الوقت لإعادة النظر في مستويات التعرض في العقود ونمذجة حساسية الأطراف المقابلة حيث تشارك الشحنات بين القارات.
إذا أخذنا عدم الحل كأنه استقرار في الوقت الحالي، فإن المراكز طويلة الأمد في الضمانات المتقلبة في القطاعات المتأثرة، مثل أشباه الموصلات أو الكيميائيات الصناعية، قد تستمر في الاحتفاظ بالقيمة. في الوقت نفسه، ينبغي الحذر من الرهانات الاتجاهية التي تفترض حلاً سريعًا أو انهيارًا تامًا، وكلاهما لا يظهر احتمالاً ثابتًا في الإشارات المتاحة حاليًا. في كل مرحلة، يعزز النبرة من وزارات مثل هذه قيمة التركيز ليس فقط على التعريفات الثنائية ولكن على إشارات بناء التحالفات وتطوير طرق التجارة، والتي قد تعيد بهدوء توجيه أين يتدفق رأس المال العالمي بعد ذلك.