مع استعداد الأسواق العالمية لتباطؤ النمو في الولايات المتحدة، تتحول الأنظار إلى اليابان حيث تضغط ضغوط التضخم بالفعل على قرارات محورية من البنك المركزي للبلاد.
استمر قرار بنك اليابان بالإبقاء على سعر الفائدة قصير الأجل عند 0.25% في إثارة النقاش بين المشاركين في السوق. يأتي هذا التحرك في أعقاب التضخم المستمر الذي وصل الآن إلى أعلى مستوى له منذ عشرة أشهر، إذ ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الوطني الأساسي إلى 2.8%.
أشار المحافظ أويدا إلى أن بنك اليابان مستعد لرفع أسعار الفائدة بشكل أكبر إذا استمر التضخم في الارتفاع، خصوصاً مع استمرار النمو القوي في الأجور ودفع الاستهلاك الخاص الاقتصاد إلى الأمام.
بالنسبة للمتداولين، فإن تأثيرات سياسات بنك اليابان واضحة. مع انحراف مسار بنك اليابان عن مسار الاحتياطي الفيدرالي، الذي من المتوقع أن يُخفض الفائدة، قد يتقلص الفارق في أسعار الفائدة بين الاقتصادين. قد يؤدي هذا التحول إلى تعزيز الين مقابل الدولار، خاصة إذا تحققت إشارات المحافظ أويدا بشأن رفع الفائدة في ديسمبر.
نتوقع أن يشهد زوج USDJPY، الذي يتم تداوله حاليًا بالقرب من منطقة 141.70، تقلبات متزايدة. إذا استمرت قوة الين، قد نرى انخفاض الزوج نحو نطاق 138.00-140.00، تماشياً مع توقعات الاقتصاديين.
هذا التعزيز المحتمل للين يزيد من احتمالية تدخل السلطات اليابانية. وقد كرر نائب وزير المالية للشؤون الدولية، أتسوشي ميمورا، استعداد الحكومة للتحرك في حالة حدوث تقلبات مفرطة في العملة. الخوف هو أنه إذا ارتفع الين بسرعة كبيرة، فقد يؤدي ذلك إلى اضطراب المصدرين اليابانيين وإلحاق الضرر بأرباح الشركات، مما قد يؤدي إلى تأثيرات اقتصادية أوسع.
التدخل في سوق الفوركس ليس مستبعداً، حيث يظهر تاريخ اليابان أنهم سيتدخلون إذا انحرفت تحركات العملة عن الأساسيات الاقتصادية، وهو سيناريو يجب على المتداولين مراقبته عن كثب في الأشهر المقبلة.
مع بقاء التضخم فوق هدف البنك المركزي البالغ 2%، نتوقع أن يتخذ المزيد من المشاركين في السوق نهجاً حذراً تجاه تداولات USDJPY، خاصة إذا ضعفت البيانات الاقتصادية الكلية في الولايات المتحدة وزادت الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ سياسات أكثر تيسيراً.
إذا حدث ذلك، فقد يكتسب الين قوة كبيرة، مما يضع ضغطاً هبوطياً على الزوج ويزيد من تقلبات السوق.
بالانتقال إلى سوق الفوركس، شهد مؤشر الدولار الأمريكي USDX حركة ضئيلة يوم الجمعة، لكنه قد يعيد اختبار مستوى 100.00 قبل التحرك صعوداً. إذا انخفض تحت هذا الحد، فقد يتراجع إلى 99.20 قبل التحرك نحو الأعلى. قد يشهد المؤشر انخفاضًا في بداية الأسبوع قبل أن يستقر في منتصفه.
من المتوقع أن يحافظ زوج EURUSD على وضعه الحالي، مع احتمالية التحرك صعوداً لاختبار منطقة 1.1200 قبل التصحيح. قد تشير حركة السعر حول 1.1040 إلى بداية هيكل تصحيحي أكبر، مما قد يزيد من التقلبات على المدى القصير. وبالمثل، يتوقع أن يحافظ زوج GBPUSD على مسار تصاعدي بسبب موقف بنك إنجلترا غير الحاسم تجاه تخفيض أسعار الفائدة، إلى جانب خطط الفيدرالي لتخفيض الفائدة. سيكون من المهم مراقبة منطقة 1.3400 حيث يمكن أن يؤدي أي تصحيح هنا إلى تعزيز الزخم الصعودي.
يواصل زوج USDJPY التداول صعوداً، بعد تجاوز مستوى 141.70. النقطة السعرية الحرجة التالية التي يجب مراقبتها هي 144.90، إذ قد يؤدي أي رفض هنا إلى انعكاس. وعلى العكس، شهد زوج USDCHF تحركًا صعوديًا من منطقة 0.8460، مع مراقبة المتداولين لاحتمالية حدوث حركة هبوطية حول مستوى 0.8640. بالنسبة لزوج AUDUSD، قد يستهدف الزوج أعلى مستوى عند 0.6870 قبل أن يبدأ في مرحلة من التجميع، مما يشير إلى قوة محتملة للدولار الأسترالي في بداية الأسبوع.
أسعار الذهب لا تزال قوية، حيث تم تداولها فوق مستوى 2600. النقاط السعرية الرئيسية التي يجب مراقبتها هي 2650 و2670، حيث يمكن أن تؤدي إلى تجمع أو استمرار في الاتجاه الصعودي. كما تظهر أسعار النفط إمكانية التجميع حول مستوى 74.00 دولار. قد يشهد سوق الطاقة توقفاً قبل أن يتم تحديد الاتجاه القادم بناءً على العوامل الخارجية، مثل التطورات الجيوسياسية أو ديناميكيات العرض.
يواصل مؤشر SP500 تحركه الصعودي، مقترباً من قمم جديدة عند 5790 و5850. يجب على المتداولين مراقبة التجميع بالقرب من 5570، حيث قد يشير إلى انعكاس محتمل أو استمرار في الاتجاه الصعودي. من ناحية أخرى، تحوم البيتكوين بالقرب من قمة تأرجح 65054، وهو مستوى مقاومة حرج. إذا تجمعت العملة المشفرة قبل اختراق هذا النقطة، فقد يؤدي الزخم الصعودي حول مستوى 59900 إلى تحرك صعودي آخر.
جدول هذا الأسبوع الاقتصادي مليء بإصدارات بيانات محورية يمكن أن تؤثر على معنويات السوق عبر فئات الأصول المختلفة.
من بين أولى الإصدارات المهمة تأتي من أوروبا، مع صدور مؤشر مديري المشتريات الصناعي الألماني المتوقع أن يصل إلى 42.4. هذا الرقم ثابت مقارنة بالتقرير السابق، مما يشير إلى استمرار الانكماش في القطاع الصناعي الألماني. على الرغم من أن هذا ليس قراءة إيجابية، فإن الاستقرار في الرقم قد يشير إلى أن معدل التباطؤ بدأ يتباطأ.
يوم الاثنين يبدأ بتركيز كبير على البيانات الأوروبية، خصوصًا مؤشر مديري المشتريات الصناعي الألماني، المتوقع عند 42.4، وهو نفس الرقم السابق. يعكس هذا الرقم الانكماش المستمر في قطاع التصنيع في ألمانيا، مما يبرز التحديات المستمرة لأكبر اقتصاد في أوروبا.
إذا أكدت البيانات هذا التوقع، فقد يشير ذلك إلى أن القطاع لا يزال يواجه طلبًا ضعيفًا وتكاليف مرتفعة. من المتوقع أن يظهر زوج EURUSD قوة أولية في بداية الأسبوع قبل أن ينخفض، حيث يتفاعل المتداولون مع ضعف توقعات التصنيع ويستعدون لاحتمالية تقلبات في اليورو.
المملكة المتحدة ستصدر أيضًا مؤشر مديري المشتريات الصناعي الخاص بها، المتوقع عند 51.1، وهو انخفاض طفيف عن الرقم السابق 51.2. يشير هذا إلى أن القطاع الصناعي في المملكة المتحدة لا يزال في حالة نمو، ولكن بوتيرة أبطأ. سيقوم المشاركون في السوق بمراقبة هذا الإصدار عن كثب لقياس صحة الاقتصاد البريطاني، خاصة مع استمرار بنك إنجلترا في التوقف عن خفض أسعار الفائدة.
في وقت لاحق من اليوم، تصدر الولايات المتحدة مؤشر مديري المشتريات الصناعي الخاص بها، المتوقع عند 52.3، بانخفاض طفيف عن 52.5. قد توفر هذه البيانات مزيدًا من الرؤى حول حالة القطاع الصناعي الأمريكي، الذي يواجه تحديات من ارتفاع تكاليف المدخلات واضطرابات سلاسل التوريد العالمية.
يشير التوقع المنخفض بشكل طفيف إلى استمرار التوسع، ولكن يبدو أن الزخم يتباطأ. قد يشهد مؤشر الدولار الأمريكي USDX بعض الحركة الصعودية إذا تجاوزت البيانات التوقعات، على الرغم من أن أي ضعف في الرقم قد يؤدي إلى بيع الدولار. يراقب المتداولون هذا الإصدار لتحديد المسار القريب الأجل للاقتصاد الأمريكي، خاصة في ظل احتمالية تخفيضات الفائدة من قبل الفيدرالي في وقت لاحق من العام.
يوم الثلاثاء، ستحظى أستراليا بالاهتمام مع إصدار قرار سعر الفائدة الأخير للبنك الاحتياطي الأسترالي (RBA). يتوقع السوق أن يحافظ البنك على معدل الفائدة عند 4.35%، دون تغيير عن الاجتماع السابق. يأتي هذا القرار في وقت يواصل فيه الاقتصاد الأسترالي التعامل مع التضخم المرتفع مع تباطؤ النمو.
على الرغم من توقعات السوق بالإبقاء على الفائدة، فإن أي تصريحات متشددة من البنك الاحتياطي الأسترالي بشأن زيادات الفائدة المستقبلية قد تؤدي إلى ارتفاع قصير المدى للدولار الأسترالي. من المتوقع أن يستمر زوج AUDUSD في الارتفاع قبل أن يدخل مرحلة من التجميع، مما يوفر فرصة تداول لأولئك الذين يراقبون هذا الزوج.
يوم الأربعاء سيشهد إصدار مؤشر أسعار المستهلكين الأسترالي (CPI) على أساس سنوي، مع توقع بنسبة 2.8%، بانخفاض عن 3.5% السابقة. قد يشير هذا التباطؤ في التضخم إلى أن زيادات الفائدة السابقة للبنك الاحتياطي بدأت تؤتي ثمارها، مما يبرد من زيادات الأسعار.
ومع ذلك، فإن قراءة أدنى من المتوقع قد تضعف الدولار الأسترالي، مع احتمال فقدان زوج AUDUSD للزخم بعد ارتفاعه في بداية الأسبوع. سيحتاج المتداولون إلى مراقبة كيفية تأثير هذه البيانات على السوق، خاصة مع تزايد المخاوف بشأن النمو العالمي وديناميكيات التضخم في الاقتصادات الكبرى الأخرى.
يوم الخميس، من المقرر أن يصدر البنك الوطني السويسري (SNB) سعر الفائدة، والذي من المتوقع أن يتم تخفيضه إلى 1.00% من 1.25%. يشير هذا التحول المتشائم إلى نظرة أكثر حذرًا على الاقتصاد السويسري، ربما استجابة لتباطؤ النمو وضغوط التضخم المنخفضة. أي انحرافات عن السعر المتوقع قد تضيف تقلبات إلى زوج USDCHF، خاصة مع مراقبة الزوج بالفعل لاحتمالية حدوث حركة هبوطية حول مستوى 0.8640.
الأهم من ذلك في بيانات منتصف الأسبوع هي التحديثات من الولايات المتحدة، مع صدور القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي ربع السنوي، والمتوقعة عند 2.9%. على الرغم من أنها أقل بقليل من القراءة السابقة البالغة 3.0%، مما يشير إلى تباطؤ طفيف، إلا أن هذه البيانات لا تزال تشير إلى نمو قوي في الاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، قد يؤثر أي مفاجآت سلبية هنا على الدولار، خاصة إذا اقترنت بضعف بيانات التضخم في وقت لاحق من الأسبوع. يجب على المتداولين المهتمين بزوج USDCHF ملاحظة ذلك، حيث قد يحدث جني أرباح إذا أظهر الدولار علامات ضعف بعد ارتفاعه في بداية الأسبوع.
وفي وقت لاحق من الأسبوع يوم الجمعة، ستتجه كل الأنظار إلى الولايات المتحدة، حيث من المتوقع أن يصدر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) بنسبة 0.2% على أساس شهري، وهو مؤشر تضخم رئيسي يراقبه الاحتياطي الفيدرالي عن كثب. يشير هذا إلى أن الضغوط التضخمية لا تزال قائمة على مستوى مستقر، دون أي علامات على التخفيف.
يمكن أن يؤدي قراءة أضعف من المتوقع إلى تعزيز القضية لتخفيضات إضافية في أسعار الفائدة، مما يزيد الضغط على الدولار. يحتاج المتداولون إلى متابعة كيفية تكامل هذه البيانات مع السرد الأوسع للتضخم، حيث يمكن لأي انحرافات مفاجئة أن تؤدي إلى تحركات حادة في الدولار والأصول ذات الصلة.
وفي نفس اليوم، سيتم إصدار بيانات الناتج المحلي الإجمالي الكندي، مع توقع زيادة بنسبة 0.1% على أساس شهري. وعلى الرغم من أن هذه الزيادة متواضعة، إلا أنها قد تشير إلى أن الاقتصاد الكندي لا يزال صامداً على الرغم من الرياح المعاكسة من عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
مع احتمال استهداف زوج USDCAD لمستوى 1.3500 قبل الارتفاع، قد توفر هذه البيانات نقطة انعطاف رئيسية لحركة الدولار الكندي، خاصة إذا رآها المتداولون كمؤشر على قوة الاقتصاد الكندي في مواجهة الضعف العالمي.