ماذا سيحدث هذا الأسبوع: الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يستعد لاتخاذ قرار بشأن معدل الفائدة
نظرة عامة على السوق هذا الأسبوع
هذا الأسبوع، نلقي نظرة خاصة على جوجل. مع بدء العملاق التكنولوجي محاكمته الجديدة لمكافحة الاحتكار يوم الاثنين، نعتقد أن هذه السلسلة من التحديات القانونية قد تعيد تشكيل أعماله بشكل كبير.
وأثارت الدعاوى التي تقودها وزارة العدل الأمريكية (DOJ) تساؤلات جدية حول هيمنة الشركة في مجال الإعلانات الرقمية. وفد تجبر الاتهامات بالسلوك المناهض للمنافسة، والتي تشمل القضاء على التهديدات المحتملة في السوق، الشركة على إجراء تغييرات هيكلية أو حتى مواجهة خطر الانقسام.
هذه التحديات القانونية ليست معزولة. فقد خسرت شركة ألفابيت، الشركة الأم لجوجل، استئنافًا بقيمة 2.7 مليار دولار في الاتحاد الأوروبي لتفضيل خدمات التسوق الخاصة بها على حساب المنافسين. ورغم جهود ألفابيت للامتثال للأحكام التنظيمية منذ عام 2017، تمثل هذه القضايا تهديدًا مستمرًا لنموذج أعمالها.
في حال فوز وزارة العدل بهذه القضايا، قد تُدفع الشركة لاتخاذ تدابير قد تعيد تشكيل هيكل ألفابيت بالكامل. وهذا، بالطبع، قد يعطل بشكل كبير موقفها القوي في مجال الإعلانات الرقمية.
على الرغم من ذلك، تظل قوة جوجل في مجالات أعمالها الأساسية متماسكة. إذ لا يزال محرك بحث جوجل يولد نموًا جيدًا في الإيرادات، حيث حقق 48.51 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2024 وحده. وبالرغم من النمو السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن هذا يعكس قدرة جوجل على الصمود أمام المنافسة المتزايدة من التقنيات الناشئة مثل ChatGPT وBing AI.
كما أن Google Cloud يشهد نموًا سريعًا. حيث حقق هذا القطاع زيادة بنسبة 38.9٪ في الإيرادات في الربع الثاني من عام 2024 مقارنة بالربع الأول من عام 2023، محققًا أرباحًا لأربعة أرباع متتالية. كانت الاستثمارات في هذا القطاع، وخاصة في مراكز البيانات والخوادم، كبيرة، ولكن مع تحول هامش التشغيل إلى الربحية، من المحتمل أن يظل المستثمرون متفائلين بإمكاناته طويلة الأجل.
لا تزال المؤشرات المالية لشركة ألفابيت قوية في جميع المجالات، مما يجعل أسهمها جاذبة للنظر حتى في ظل حالة عدم اليقين القانونية. إذ تتمتع الشركة بنسبة السعر إلى الربح المتوقعة 18.26، وهي أقل من متوسطها لمدة خمس سنوات والذي يبلغ 23.4.
كما نمت أرباح السهم بشكل مطرد، إذ من المتوقع أن ترتفع من 5.80 دولار في عام 2023 إلى 8.67 دولار خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة. كما من المتوقع أن يرتفع التدفق النقدي الحر للسهم من 5.46 دولار إلى 6.64 دولار.
بناءً على هذه الأرقام، تبدو ألفابيت مقيمة بأقل من قيمتها الحقيقية عند أخذ مسار نمو الإيرادات وعمليات إعادة شراء الأسهم المستمرة في الاعتبار. ويشير التقييم المحافظ للسهم عند 190 دولار للسهم، مع تقدير مرتفع يبلغ 210 دولار، إلى وجود مجال لمزيد من المكاسب المستقبلية.
حتى مع وجود هامش أمان بنسبة 10٪، فإن أدنى تقييم هو 171 دولار، مما يوحي بدرجة من الحماية للمستثمرين الذين يدخلون عند المستويات السعرية الحالية.
على المدى القريب، قد يتذبذب سعر سهم ألفابيت مع تطورات قضايا وزارة العدل. قد تؤدي الخسارة إلى انخفاض قصير الأجل في قيمة السهم، خاصة إذا أدى ذلك إلى أي نوع من إعادة الهيكلة. قد يتوخى المستثمرون الحذر، ولكن التوقعات طويلة الأجل لشركة ألفابيت تظل إيجابية إذا تمكنت من تجاوز هذه التحديات.
نلقي نظرة على أداء السوق هذا الأسبوع.
قد يشهد مؤشر الدولار الأمريكي (USDX) مزيدًا من التراجع إذا اخترق المستوى المنخفض 100.38، مما يشير إلى احتمال ضعف الدولار، مما قد يدعم قيمة عملات أخرى مثل اليورو والجنيه الإسترليني. يبقى زوج اليورو/الدولار في منطقة حرجة، مع احتمال حدوث حركة صعودية بالقرب من 1.0970. كما أن الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي مستعد للتعافي المحتمل، حيث يعمل مستوى 1.2970 كمستوى رئيسي.
أسواق النفط، وخاصة خام النفط الأمريكي، شهدت تذبذبًا في الأسعار حول 70 دولار، مع احتمال حدوث استقرار قبل أي حركة كبيرة. الذهب، المتداول بالقرب من أعلى مستوى له على الإطلاق، لا يظهر أي علامات على حدوث انعكاس كبير، مع احتمال أن تدفع المعنويات الصعودية الأسعار إلى ما يتجاوز 2600.
أما بالنسبة للأسهم، فإن مؤشر SP500 قد يكون على وشك تسجيل مستوى قياسي جديد إذا حافظ على الزخم الصعودي بالقرب من 5565.
يواصل البيتكوين التماسك حول مستوى 58100 دولار، مما يوحي بإمكانية حدوث اختراق في المدى القريب. من ناحية أخرى، يستعد الغاز الطبيعي لمزيد من التراجع، مع احتمال حدوث استقرار حول مستوى 2.168 قبل حدوث انخفاض آخر.
يقدم التقويم الاقتصادي لهذا الأسبوع العديد من الأحداث الرئيسية التي قد تشكل حركة السوق. إلى جانب تقدم قضية مكافحة الاحتكار لجوجل، نتوقع أيضًا إصدارات بيانات من الولايات المتحدة وكندا والبنوك المركزية الرئيسية.
يوم الثلاثاء، 17 سبتمبر، ستركز الأضواء على أرقام التضخم في كندا والولايات المتحدة. من المتوقع أن يسجل مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) الكندي 0.1٪، وهو انخفاض حاد من 0.4٪ السابق. يمكن أن يؤدي مؤشر أسعار المستهلكين الأقل من المتوقع إلى تقليل التوقعات برفع أسعار الفائدة من قبل بنك كندا، مما قد يضغط على الدولار الكندي.
وفي الوقت نفسه، ستصدر الولايات المتحدة بيانات مبيعات التجزئة، والمتوقع أن تنخفض بنسبة 0.1٪ مقارنة بـ 1.0٪ في الشهر الماضي. إذا تحقق هذا السيناريو، فقد يشير إلى تراجع الطلب الاستهلاكي، مما قد يثقل كاهل الدولار في البداية، قبل أن يجد دعماً من المتداولين الذين يتوقعون أن يظل الاحتياطي الفيدرالي متشدداً.
يوم الأربعاء، 18 سبتمبر، سيتم إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة. من المتوقع أن تظل النسبة السنوية ثابتة عند 2.2٪. يمكن أن يؤدي الانحراف عن هذا التوقع إلى تحركات في الجنيه الإسترليني.
إذا ظلت معدلات التضخم مرتفعة أو تسارعت، فقد تعيد إشعال النقاشات حول مزيد من التشديد من قبل بنك إنجلترا، مما يدعم الجنيه. وفي المقابل، قد يؤدي انخفاض المؤشر إلى زيادة التكهنات بأن البنك المركزي سيبقي أسعار الفائدة ثابتة، مما سيضغط على العملة.
اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة سيكون محور الأسبوع
يوم الخميس، 19 سبتمبر، سيكون يومًا مزدحمًا للغاية، حيث ستتربع اجتماعات البنوك المركزية على الصدارة، وخاصة اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. يتوقع السوق خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس، مما يخفض السعر الرسمي إلى 5.25٪ من 5.50٪. أي مفاجآت، مثل لهجة أكثر تشددًا أو أكثر مرونة من الفيدرالي، يمكن أن تؤدي إلى تقلبات عالية عبر الأصول، خاصة بالنسبة للدولار والأسواق المالية.
وفي الوقت نفسه، من المقرر أن تعلن نيوزيلندا أيضًا عن توقعات الناتج المحلي الإجمالي، مع توقع انكماش بنسبة -0.3٪.
وسيعلن بنك إنجلترا أيضًا عن سعر الفائدة الرسمي، المتوقع أن يظل عند 5.00٪، لكن المشاركين في السوق سيراقبون عن كثب التلميحات حول قرارات الأسعار المستقبلية.