رئيس وزراء اليابان الجديد، شيغيرو إيشيبا، يستعد لإعادة تشكيل مستقبل البلاد الاقتصادي، حيث تستعد الأسواق لتغيرات محتملة في السياسات.
مع تولي وزير الدفاع السابق منصب رئيس الوزراء، بدأت الأسواق في التفاعل مع التغييرات المحتملة التي قد يجلبها قيادته. يشير التحول الليبرالي في حوكمة اليابان إلى إعادة توجيه محتملة في نهج السياسة النقدية الذي يمكن أن يؤثر على الأسواق المحلية والعالمية.
كان إيشيبا صريحًا في نيته الابتعاد تدريجيًا عن السياسة النقدية شديدة الليونة التي اعتمدها أسلافه، لا سيما في ظل “أبينوميكس”. ورغم أن رئيس الوزراء الياباني لا يزال يدعو إلى سياسة نقدية “مرنة”، إلا أن هذا التحول ظهر في تصريحاته التي تدعم زيادة تدريجية في أسعار الفائدة وانتقاده لسياسة سعر الفائدة السلبية التي يتبناها بنك اليابان لفترة طويلة.
من خلال الإشارة إلى التحرك نحو ضوابط نقدية أقوى، وضع إيشيبا نفسه كقائد يميل أكثر نحو استقرار الين بدلاً من الاعتماد على تدابير مثل التيسير الكمي.
في أعقاب انتخابه، لاحظنا رد فعل فوري في الأسواق، حيث انخفض زوج USD/JPY بأكثر من 400 نقطة. يبدو أن المتداولين يتكيفون مع التوقعات بأن سياسات إيشيبا قد تقوي الين على المدى الطويل.
يعكس هذا الانخفاض شعور السوق بأن السياسات النقدية الأكثر صرامة قد تعزز العملة. قد يستفيد الاقتصاد الياباني من الين القوي من خلال خفض تكاليف الواردات، لكن هذا قد يمثل تحديات للصناعات الرئيسية مثل السيارات والإلكترونيات، حيث تعتبر القدرة التنافسية للتصدير أمرًا حاسمًا.
تاريخيًا، اعتمد اقتصاد اليابان بشكل كبير على الين الضعيف لتعزيز الصادرات؛ لذلك، إذا مضى إيشيبا بشكل عدواني في سياسات التشديد، فقد يؤدي التأثير السلبي على أرباح الشركات إلى موجات صدمة عبر الاقتصاد الأوسع.
في حين أظهر الين الياباني بعض المرونة بعد الانتخابات، نرى طريقًا حذرًا في المستقبل. أي ارتفاع سريع قد يخاطر بزعزعة استقرار التعافي الهش لليابان بعد الجائحة. لا تزال الأجور راكدة والتضخم منخفضًا، مما يجعل هذا الوضع الاقتصادي تحديًا كبيرًا لإيشيبا.
من المحتمل أن يلعب بنك اليابان دورًا رئيسيًا في موازنة هذه العوامل مع دخولنا الربع الرابع، حيث يراقب المتداولون العالميون عن كثب كل تحول في السياسة.
على صعيد آخر، يعكس برنامج إيشيبا الخارجي أيضًا تأثيرات مثيرة للاهتمام على الدور الاستراتيجي لليابان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. دعمه لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، خاصة في مجال الدفاع، إلى جانب اقتراحه لإنشاء “ناتو آسيوي”، يشير إلى تركيز متزايد على الأمن القومي.
في حين أن هذا قد يعزز القوة العسكرية والدبلوماسية لليابان، إلا أنه يخاطر بتوتير العلاقات مع شركاء اقتصاديين كبار مثل الصين وروسيا. قد يؤثر تأثير هذا التوتر الدبلوماسي على الاستثمارات والتجارة عبر الحدود، خاصة إذا شعرت الدول الإقليمية بالضغط للانحياز إلى أحد الجانبين.
مع هذه التغيرات المحتملة، نعتقد أننا أمام فترة من التقلبات في الأسواق المالية اليابانية حيث يتكيف المتداولون والشركات مع المناخ الاقتصادي المتغير.
خضع زوج USD/JPY لمراقبة دقيقة منذ انتخاب شيغيرو إيشيبا رئيسًا جديدًا للوزراء في اليابان. وكما ذكرنا سابقًا، انخفض الزوج بأكثر من 400 نقطة بعد إعلان الانتخابات، مما يعكس توقعات السوق لتغيرات محتملة في سياسات إيشيبا.
حاليًا، يبدو أن زوج USD/JPY في فترة من التماسك بعد الانخفاض الحاد. من المرجح أن يركز المتداولون على مستوى 144.30 لأي إشارات على حركة سعرية هبوطية. يبقى السؤال هل سيدفع الزوج أقل من هذه المنطقة أم سيستقر في انتظار المزيد من الوضوح حول موقف السياسة النقدية المستقبلية لليابان.
يشير التماسك في هذه المرحلة إلى أن السوق لا يزال يهضم انتخاب إيشيبا وآثاره الأوسع. قد نرى بعض التردد قبل أن يقوم المتداولون بأي تحركات حتى يتم تقديم توجيه سياسي أكثر وضوحًا من الحكومة الجديدة.
في الوقت نفسه، يظهر مؤشر الدولار (USDX) إشارات مختلطة، حيث حقق أدنى مستوى أسبوعي جديد يوم الجمعة. يراقب المتداولون هذا كفرصة شراء محتملة. يُنظر إلى مستوى 99.00 كمستوى دعم حاسم. إذا انخفض مؤشر الدولار إلى هذه النقطة، فقد يؤدي ذلك إلى انعكاس صعودي، خاصة إذا تحولت معنويات السوق لصالح الدولار وسط أي مخاطر محتملة ناتجة عن المبادرات الخارجية الجديدة لليابان.
بالنسبة لزوج EUR/USD، هناك فرصة قوية لأن ينخفض الزوج أكثر من مستواه الحالي. هناك احتمال أن يقوم بدفعة نهائية إلى الأعلى قبل التراجع. قد يجد المتداولون الذين يبحثون عن حركة سعرية صعودية حول مناطق 1.1100 أو 1.1040 فرصًا هنا، ولكن يبدو أن الشعور العام يميل نحو الانخفاض في المدى القريب.
يُظهر زوج GBP/USD نمطًا مشابهًا، مع احتمال أن ينخفض الزوج من منطقته الحالية أو يقوم بدفعة أخرى إلى الأعلى قبل الانعكاس. إذا ارتفع الزوج، يصبح مستوى 1.3500 نقطة مقاومة رئيسية، ومن المرجح أن تحدد حركة السعر الهابطة حول هذه المنطقة نغمة الأسبوع المقبل. ومع ذلك، إذا انخفض الزوج قريبًا، فقد يوفر مستوى 1.3300 منطقة قوية لرد فعل صعودي، مما يوفر بعض الفرص قصيرة الأجل للمتداولين الذين يسعون للاستفادة من التقلبات.
أخيرًا، استمر الذهب في حركته الهبوطية بعد اختبار المقاومة عند 2670. من المتوقع حدوث تماسك محتمل هنا، وقد تمهد حركة السعر الصعودية حول منطقة 2590 الطريق لارتداد. حتى لو قام الذهب بتحقيق قمة جديدة دون اختبار هذا الدعم، فمن المرجح أن نرى بعض التماسك قبل أي حركة صعودية أخرى.
مع دخولنا الأسبوع الأول من أكتوبر، هناك العديد من النقاط الاقتصادية الرئيسية التي يجب متابعتها عن كثب، ولكل منها القدرة على تحريك الأسواق. يبدأ الأسبوع بإصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأولية في ألمانيا يوم الاثنين، والتي من المتوقع أن تأتي بنسبة 0.1٪ بعد القراءة السابقة التي بلغت -0.1٪. هذا التحول الطفيف في توقعات التضخم قد يؤثر على زوج EUR/USD، حيث قد نرى انخفاضًا طفيفًا قبل أن تكتسب الزخم التصاعدي لاحقًا في الأسبوع.
ومع انتقالنا إلى يوم الثلاثاء، يتحول التركيز إلى العديد من التقارير الأمريكية ذات التأثير الكبير. من المتوقع أن يسجل مؤشر مديري المشتريات الصناعي لمعهد إدارة التوريدات 47.6، أعلى بقليل من القراءة السابقة البالغة 47.2، مما يشير إلى أن القطاع لا يزال في حالة انكماش ولكن يظهر تحسنًا طفيفًا.
ومع ذلك، يكمن الاهتمام الحقيقي في تقرير الوظائف الشاغرة (JOLTS)، حيث يُتوقع أن يبلغ عدد الوظائف 7.64 مليون، وهو أقل بقليل من الرقم السابق البالغ 7.67 مليون.
إذا جاءت هذه البيانات أضعف مما هو متوقع، فقد تؤدي إلى تكهنات بأن سوق العمل الأمريكي يضعف، مما يضيف ضغطًا إضافيًا على الدولار. في وقت مبكر من الأسبوع، نتوقع أن يتمركز المتداولون لاستغلال أي فرص لتحقيق مكاسب في الدولار، ما لم ينخفض مؤشر الدولار الأمريكي إلى مستوى 99.00، الذي سيشكل مستوى دعم رئيسيًا.
يوم الأربعاء، سيكون تقرير تغيير التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي (ADP) هو الحدث الرئيسي، حيث يُتوقع أن يظهر إضافة 124 ألف وظيفة مقارنةً بالرقم السابق البالغ 99 ألفًا. يمثل هذا ارتفاعًا حادًا، وسيراقب المتداولون عن كثب لمعرفة ما إذا كانت البيانات الفعلية تتوافق مع التوقعات.
إذا جاء تقرير ADP أقوى من المتوقع، فقد يعزز ذلك الرأي بأن سوق العمل الأمريكي لا يزال قويًا، على الرغم من معدلات الفائدة المرتفعة. ومع ذلك، إذا خالفت أرقام ADP التوقعات وسجلت انخفاضًا، فقد نرى ضعفًا في الدولار، حيث قد يُفسر السوق ذلك كمؤشر على تباطؤ محتمل في الاقتصاد الأوسع. سيكون هذا لحظة حاسمة لزوج الدولار مع اقتراب تقرير التوظيف الشهري (Non-Farm Payroll) يوم الجمعة.
يوم الخميس، سيصدر مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات (ISM)، حيث يُتوقع أن يسجل 51.6، أعلى قليلاً من القراءة السابقة البالغة 51.5. أي بيانات تدعم قوة قطاع الخدمات الأمريكي ستعزز على الأرجح قوة الدولار، ما لم تأتِ مفاجآت في بيانات الوظائف. ومع اعتبار أن الخدمات تشكل جزءًا كبيرًا من الاقتصاد الأمريكي، فإن بيانات مؤشر ISM ستكون مراقبة عن كثب بحثًا عن علامات تدل على قوة الاقتصاد أو ضعفه.
في نهاية الأسبوع، تصدر أكثر التقارير مراقبة، وهما: تقرير الوظائف خارج القطاع الزراعي (Non-Farm Payroll) ومعدل البطالة يوم الجمعة. من المتوقع أن يبلغ عدد الوظائف المضافة 144 ألفًا، مقارنة بـ 142 ألفًا في التقرير السابق، مما يعكس زيادة طفيفة في خلق فرص العمل. من المتوقع أن يظل معدل البطالة ثابتًا عند 4.2٪.
ستعطي هذه الأرقام نظرة أعمق على صحة سوق العمل الأمريكي، خاصةً مع محاولة المتداولين والمحللين تحديد ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيبقي على مساره الحالي في السياسة النقدية أو يجري تعديلات استجابةً للبيانات الجديدة.
إذا جاء تقرير الوظائف أقوى من المتوقع، إلى جانب استقرار معدل البطالة، فقد يدفع ذلك الدولار إلى مستويات أعلى، خاصة إذا اقترن ببيانات ADP القوية التي تؤكد نمو الوظائف. على العكس من ذلك، إذا كان تقرير الوظائف ضعيفًا، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع الدولار، حيث قد يشير ذلك إلى أن الفيدرالي قد يحتاج إلى إعادة النظر في موقفه المتشدد.
النمو المتوقع في عدد الوظائف المقدر بـ 144 ألفًا يعتبر متوسطًا، ولكن أي شيء أقل من ذلك قد يثير القلق بشأن تباطؤ محتمل في الاقتصاد الأمريكي. من المرجح أن تستجيب الأسواق بتقلبات عالية حول صدور تقرير الجمعة، مما يجعله يومًا مهمًا للمتداولين في الأصول المقومة بالدولار.